مصطفى عبد اللطيف مشتت الغريباوي، المعروف باسم مصطفى الكاظمي، هو سياسي عراقي مستقل وُلد في منطقة الكاظمية بالعاصمة بغداد في منتصف الستينيات. تولّى منصب رئيس مجلس وزراء العراق من 7 مايو 2020 حتى 27 أكتوبر 2022، بعد أن شغل منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ 7 يونيو 2016 وحتى 26 يونيو 2022.


 


ينحدر الكاظمي من عشيرة الغريباوي في قضاء الحي بمحافظة واسط، وهو ابن عبد اللطيف مشتت الغريب، الشخصية السياسية والاجتماعية المعروفة في المحافظة. قبل مغادرته العراق عام 1985، درس هندسة الكهرباء في الجامعة التكنولوجية في بغداد، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق من كلية التراث الأهلية عام 2012.

 



عارض نظام صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي، واضطر إلى مغادرة العراق بعد تعرضه للملاحقة الأمنية. عاش في المنفى بين عامي 1985 و2003، متنقلاً بين عدة دول، حيث عمل كصحافي وناشط في حقوق الإنسان. بعد سقوط النظام السابق، عاد إلى بغداد وعمل في شبكة الإعلام العراقي لفترة قصيرة قبل أن يتولى إدارة مؤسسة "الذاكرة العراقية" بين عامي 2003 و2007، حيث كان من أوائل الموثّقين للحقبة الديكتاتورية وانتهاكاتها. لاحقًا، تولّى رئاسة مجلس إدارة مجلة "الأسبوعية"، ثم عمل مديرًا لتحرير قسم العراق في موقع "المونيتور"، ونشر مقالات سياسية تناولت قضايا الديمقراطية والإصلاح.

في عام 2020، وبعد الاحتجاجات الشعبية واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، كُلِّف بتشكيل الحكومة لقيادة العراق في مرحلة انتقالية حرجة. خلال ولايته، جنّب العراق مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والمليشيات المسلحة، وحافظ على استقرار الاقتصاد رغم انهيار أسعار النفط. كما قاد وساطات إقليمية، أبرزها بين إيران والسعودية، والتي بدأت في بغداد وانتهت في بكين.

 



تعرض الكاظمي لمحاولات اغتيال متعددة، وعلى الرغم من التحديات، شهد العراق في عهده انتخابات تشريعية نزيهة في أكتوبر 2021. كما حقق إنجازات بارزة، من بينها ضبط الأوضاع الأمنية، وإجراء انتخابات شفافة، واستعادة التوازن في العلاقات الخارجية، وتعزيز احتياطي العراق المالي إلى أكثر من 96 مليار دولار. كما أطلق حملة واسعة ضد الفساد، نجح من خلالها في استرجاع أكثر من 8 مليارات دولار إلى خزينة الدولة، وساهم في تحسين تصنيف الجيش العراقي عالميًا.